رام الله، 5 كانون الثاني، 2025:  قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين، نفذوا خلال العام الماضي، 16612 اعتداءً بحق المواطنين وممتلكاتهم في مختلف المحافظات، في ارتفاع قياسي في عدد الاعتداءات المسجلة في عام واحد. وتركزت الاعتداءات الإجمالية في محافظة الخليل بـ 2934 اعتداء ثم محافظة نابلس بـ 2531 اعتداء ومحافظة رام الله 2224 اعتداء.

وأوضح شعبان بمؤتمر صحفي عُقد في مدينة رام الله، اليوم الأحد، بحضور مدير مركز الاتصال الحكومي الدكتور محمد أبو الرب، حول أبرز انتهاكات الاحتلال ومستعمريه خلال عام 2024، أن جيش الاحتلال نفذ 13641 اعتداءً، فيما نفذ المستعمرون 2971 اعتداءات.

وبين أن اعتداءات المستعمرين تركزت في محافظة نابلس بـ 806 اعتداء تليها محافظة الخليل بـ 657 اعتداءً ثم محافظة رام الله بـ 532 اعتداءً.

10 شهداء جراء اعتداءات المستعمرين والاعتداء على 14 ألف شجرة

وأضاف شعبان أن اعتداءات المستعمرين  أسفرت عن استشهاد 10 مواطنين منذ بداية العام، مضيفاً، أن المستعمرين تسببوا بإشعال 373 حريقاً في ممتلكات وحقول المواطنين في محافظات نابلس ورام الله وجنين وطولكرم، تضاف إلى 451 عملية اعتداء تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم ما مجموعه 14212 شجرة منها 10459 شجرة زيتون،  سجلت محافظة الخليل المحافظة الأعلى من حيث عدد الأشجار المتضررة بـ 3980  شجرة، تلتها محافظة بيت لحم بتضرر واقتلاع 3791 شجرة، ثم محافظة نابلس بتضرر واقتلاع 2737 شجرة.

وبين أن دولة الاحتلال حافظت على متلازمة تنفيذ أهدافها المتعلقة بالأرض الفلسطينية منذ احتلالها بوتائر متصاعدة، مشيراً أننا نشهد هذه الأيام تصاعد هذه الوتائر إلى مستويات غير مسبوقة في إطار سعيها للسيطرة على كافة الأراضي ما بين النهر والبحر من أجل حسم تفوق يهودي جرى من خلاله تجريد الفلسطينيين من حقوقهم لتتجلى واحدة من أوضح صور الفصل العنصري والأبارتهايد ينفذه آخر احتلال على وجه الأرض، يأتي كل ذلك في سياق إعدام إمكانية قيام دولة فلسطينية، بعزل القدس وتفريغها من سياقها الحضاري والثقافي الفلسطيني الأصيل، وبالسيطرة على المفاصل الاستراتيجية من الجغرافية الفلسطينية، بالتقطيع والنهب والعبث، وبالسيطرة على نمط الحياة والمعيشة الفلسطينية، بالحواجز ومنظومة الإغلاق المكثفة، التي لم تبدأ اليوم، بل بدأت بالتزامن مع إنشاء دولة الاحتلال كوسيلة للاضطهاد والعقوبة الجماعية الشاملة.

لقد واصلت دولة الاحتلال تنفيذ مخططات الضم، الذي لم يعد صامتاً، بل أصبح يملأ الدنيا ضجيجاً، وتحديداً في مناطق الأغوار والسفوح الشرقية وصولاً إلى مسافر يطا أقصى جنوب الضفة الغربية، من خلال إنشاء بيئة قسرية طاردة للسكان الفلسطينيين الأصلانيين، مستعينة في تنفيذ ذلك بمليشيا المستعمرين المسلحين، في واحدة من أوضح تجليات التبادل الوظيفي بين المؤسسة الرسمية والمستعمرين.

وبين أن أبرز ما ميز العام 2024، هو البيئة التشريعية الحاضنة للإرهاب الاستيطاني الاستعماري التي أنشأتها وطورتها دولة الاحتلال من خلال جملة من القوانين ومشاريع القوانين التي قدمتها للمصادقة والتي تخص الأرض الفلسطينية بالسيطرة والنهب، ليتحقق نتيجة كل ذلك ضماً حقيقياً، وسيادة مدعاة على أرضنا الفلسطينية.

 

هدم 903 منشأة وإخطار بهدم 939 منشأة أخرى

وأضاف شعبان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت العام الماضي 939 إخطارا بهدم منشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص، في مواصلة لسلسة الاستهداف للبناء الفلسطيني. تركز توزيع هذه الإخطارات في محافظات الخليل بـ 180 إخطاراً ومحافظة أريحا  بـ140 إخطاراً، ومحافظة بيت لحم بـ 126 إخطاراً، تخللها إصدار 20 إخطاراً تستهدف برية بيت لحم الشرقية.

وبين أن سلطات الاحتلال نفذت خلال العام 2024 ما مجموعه 684 عملية هدم، هدمت خلالها 903  منشآت في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وتضرر جراء ذلك 4332 شخصاً، منهم 2320 طفلاً وطفلة. وتركز عمليات الهدم في محافظات القدس بـ 190 عملية هدم ثم محافظة الخليل ب، 172عملية هدم ومحافظة بيت لحم بـ 68 عملية هدم.

الاستيلاء على أكثر من 46 ألف دونم والمصادقة على بناء 8800 وحدة استعمارية:

وعلى صعيد التوسع الاستيطاني الاستعماري، قال شعبان، إن سلطات الاحتلال استولت العام المنصرم على 46,597 دونماً ضمن جملة من الأوامر العسكرية منها 35 أمراً لوضع اليد استهدفت نحو (1073) دونماً أدت لإقامة 12 منطقة عازلة حول المستعمرات، وخمسة أوامر استملاك استولت على نحو (803) دونما، وثمانية أوامر إعلان أراضي دولة استهدفت (24,597) دونماً، وستة أوامر لتعديل حدود محمية طبيعية استولت بموجبها على نحو 20 ألف دونم.

وعلى صعيد توسعة المستعمرات، فقد أشار شعبان إلى أن "اللجان التخطيطية" لسلطات الاحتلال درست ما مجموعه 173 من المخططات التي استهدفت مستعمرات الضفة الغربية والقدس.

وأشار إلى أن هذه اللجنة درست من خلال المخططات 23,461 وحدة استعمارية، نتجت عنها المصادقة على بناء 8800 وحدة استعمارية جديدة، وإيداع ما مجموعه 14661 وحدة استعمارية للمصادقة اللاحقة، واستهدفت هذه المخططات ما مجموعه 14,982 دونماً من أراضي المواطنين في مختلف محافظات الضفة بما فيها القدس.

إقامة 51 بؤرة استعمارية جديدة والشروع بتسوية أوضاع 13 :

وأوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن المستعمرين أقاموا العام الماضي 51 بؤرة استعمارية جديدة، 36 منها أخذت شكل بؤر رعوية في مناطق رام الله وبيت لحم والخليل ونابلس والقدس وطوباس وأريحا وسلفيت وطولكرم.

وبين أن سلطات الاحتلال بدأت عملياً بتسوية أوضاع 13  بؤر استعمارية ليتحول جزء منها في المستقبل إلى أحياء أو مستعمرات بحد ذاتها، مضيفاً أن هذه التسوية جرت من خلال قرارات كابينيت وتعديل حدود مستعمرات.

أكثر من 770 ألف مستعمر في 180 مستعمرة و245 بؤرة في الضفة الغربية والقدس:

ولفت شعبان إلى أن عدد المستعمرين في مستعمرات الضفة بما فيها القدس، بلغ في نهاية عام 2024 ما مجموعه 770420 ألف مستعمر، موزعين على 180 مستعمرة، 256 بؤرة استعمارية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.

وقال: إن دولة الاحتلال في عام 2024، أعادت تعريف نفسها على أنها دولة الأبارتهايد الأخيرة على وجه الأرض  نازعةً القناع عن وجهٍ بشعٍ يقطرُ دماً وتطرفاً وعنصرية ولم تكتف بذلك بل موضعت نفسها كآلة إجرام متحركة لا تشبع من القتل والسرقة وإحكام القبضة على أعناق المواطنين لتقدم نفسها على طبق من عظامٍ وجماجم الأبرياء والمستضعفين  في تحدٍ سافرٍ لأبسط قواعد أخلاق النزاعات والعلاقات التي عرفتها البشرية.

وطالب شعبان كافة المؤسسات الوطنية، الرسمية والشعبية والمدنية الانضواء في إطار استراتيجية وطنية لمجابهة المخطط الاحتلالي، باعتبار أن هذه الاستراتيجية في هذا الوقت بمثابة أولوية وطنية عليا، مضيفاً، أن الاستراتيجية الوطنية المنشودة، يجب أن تتحلى أولاً، بحشد الإمكانيات الوطنية والشعبية من أجلها، وثانياً، أن تتحلى بالخلاقية والتفكير خارج صندوق الاعتياد والأدوات المطروقة سابقاً، من حيث إعادة إنتاج أدوات جديدة تتواءم مع المرحلة، وتتكيف مع صعابها، إن المرحلة الحالية، تعيد المطالبة القديمة الجديدة مرة أخرى إلى الواجهة، وهي ضرورة وجودة حماية دولية حقيقية وفورية، تحمي الشعب الفلسطيني وتحمي مقدارته الوطنية أمام البلطجة الاحتلالية.