بيت لحم 28-8-2024 وفا- أوصى مشاركون، خلال لقاء نظمه مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء بوضع خطة وطنية شاملة لتعزيز صمود المواطن وثباته على أرضه في محافظة بيت لحم، لمواجهة المخططات الاستعمارية الهادفة إلى الاستيلاء على مساحات، لأطماع استعمارية.

وحضر اللقاء، الذي عُقد بمقر محافظة بيت لحم، بعنوان: "الحق في التنمية لتجمعات محافظة بيت لحم في ظل إجراءات الاحتلال وعنف المستعمرين"، عطوفة محافظ بيت لحم محمد أبو عليا، ومعالي وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أ. مؤيد شعبان، والعديد من المدراء، وممثلو بعض الوزارات والمؤسسات والهيئات المحلية في المحافظة.

وشددوا على ضرورة التكاملية والانسجام بين أطراف المعادلة، لتقديم المساعدات للمزارعين، مع أهمية توسيع المشاركة في الفعاليات السلمية المناهضة للسياسة الاستعمارية، علاوة على أهمية العمل بطريقة تنموية وجماعية.

وأكد أبو عليا، أن محافظة بيت لحم تتعرض لهجمة استعمارية تصاعدية، تحديدا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو ما يهدد مفاصل الحياة كافة في مختلف المواقع الجغرافية، الأمر يتطلب من الجميع دورا وحلولا استثنائية من خلال التمسك بالأرض والحفاظ عليها.

وأضاف: أمام الواقع المرير يجب علينا جميعا العمل بنفس واحد، وبطريقة تنموية وجماعية متكاملة، من أجل إحداث نوع من التنمية التي يكون لها أثر إيجابي في شعبنا، في التجمعات السكانية كافة.

من جانبه، أوضح شعبان أن الهجمة التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية عامة، ومحافظة بيت لحم، منظمة، وما جرى في قرية واد رحال مؤخرا واستشهاد المواطن خليل زيادة دليل قاطع على ذلك، دون نقاش.

وأشار الوزير إلى وجود قرابة 116 ألف مستعمر في 19 مستعمرة، و25 بؤرة استعمارية ورعوية في بيت لحم، لافتا إلى أن الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي نفذ 390 عملية هدم، خلّفت هدم 134 منشأة، إضافة إلى 290 إخطارا بالهدم.

وأكد أهمية البحث عن إمكانيات لجلبها إلى التجمعات السكانية المهددة من الاحتلال والمستعمرين، مشيرا إلى أن الطريقة المثلى هو الوجود الشعبي، وجلب متضامنين أجانب، وحركات مناصرة للقضية الفلسطينية.

بدوره، تحدث المدير العام لمركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان عصام عاروري عن المخططات الرامية إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين عن أرضهم، مؤكدا أن سلاحنا الوحيد في مواجهة الغطرسة الاحتلالية التمسك بالأرض والحفاظ عليها، مع التأكيد على أهمية خلق مبادرات دعم على أرض الواقع.

وتخلل اللقاء تطرق مدير الزراعة في بيت لحم سماح أبو هيكل إلى واقع إجراءات الاحتلال وعنف المستعمرين في المحافظة، مؤكدة الدور الريادي الذي تقوم به الوزارة في تعزيز المزارع من خلال تقديم المشاريع وخاصة في المناطق المهددة.

من جانبه، أوضح مدير ملف الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية في القدس (أريج) سهيل خليلية أن 45% من مساحة المحافظة مناطق عسكرية مغلقة، وتمتد من المحميات، وحتى البحر الميت.

وأشار خليلية إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في إغلاق المنطقة الغربية من المحافظة (الريف الغربي/ بتير، والولجة، وواد فوكين، وحوسان)، الذي يأتي في إطار القدس الكبرى الذي يتم الآن تنفيذه وهو في مراحله الأخيرة.

وحذر من خطورة ما يجري من توسيع مستعمرة "هار جيلو"، وتحويل البؤرة الاستعمارية سيدي بوعز، المقامة على أراضي الخضر إلى مستعمرة تلتهم مساحات شاسعة من الدونمات، وصولا إلى مستعمرة "ناحيل حيلتس"، لبناء جسر جغرافي يمتد من مدينة القدس وصولا إلى مجمع مستعمرة "غوش عصيون"، هذا يعني أن 73 كم سيتم عزلها بالجدار، أي ما مساحته 11% من مساحة المحافظة.

وأوضح أن منطقة المخرور الممتدة من بيت جالا إلى بتير غربا مرشحة لإغلاقها بالجدار، وهذا يعني أن مدخل الريف الغربي سيكون عبر المعبر الذي ستتم إقامته عند المدخل الجنوب لبلدة الخضر "النشاش".

واستعرض خلال اللقاء مدير مديرية الاقتصاد في بيت لحم محمد حميدة الواقع الاقتصادي العام، كذلك مدير برنامج المياه مركز العمل التنموي "معا" التي أشارت إلى وجود أربعة برامج إنسانية تقوم بتنفيذها، منها اقتصادي وحماية وبنية تحتية وزراعة.

وتتطرق كل من آمال خلاوي من واد رحال، وميرال رباح من قرية الولجة إلى الواقع الحياتي الصعب في كلا القريتين، بفعل ممارسات قوات الاحتلال والمستعمرين.