قال مؤيد شعبان القائم بأعمال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتكرار نكبات الهجرة عن أراضيه التي اجبر على عيشها منذ عام 1948، وانه رغم كل محاولات الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية سيبقى صامدا على أرضه، كما فعل أهالي حمصة الذين تصدوا لمشروع التهويد العنصري القائم على سرقة الأرض والعدوان المستمر من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد أبناء أهالي حمصةوأراضيهم وممتلكاتهم، بهدف مصادرة الأرض وتفريغها من أصحابها الحقيقيين لصالح توسيع المستوطنات العنصرية.
جاء حديث شعبان اثناء زيارة تفقديه مع إفطار جماعي اقامته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في حمصة، حيث أضاف ان أهالي حمصةهم مفخرة لكل فلسطيني، لما سطروه من آيات في الصمود والنضال لحماية أراضيهم وأصبحوا بصمودهم ونصالهم خط الدفاع الأول، ضد مشروع الاحتلال للسيطرة على الاغوار.
وأكد شعبان أن كل إمكانيات هيئة مقاومة الجدار مسخرة لأهالي حمصة، لتعزيز صمودهم على أرضهم.
واستمع شعبان اثناء زيارته الى أهالي حمصةالذين تحدثوا عن ما يعانوه من اعتداءات يومية بحقهم وبحق أراضيهم من قبل قطعان المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبدوره تحدث مهدي دراغمة رئيس مجلس المالح والاغوار حيث رحب بالقائم بأعمال هيئة مقاومة الجدار والوفد المرافق له من كوادر الهيئة وقدم شرحا مفصلا عن معاناة أهالي حمصة، حيث قال أن ما يجري بالأغوار خطير جدا، والعائلات تعاني كل يوم من عربدة قطعان المستوطنين المستمرة، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث ان مخطط الاحلال المنوي اقامته على اراضي حمصة ومصادرة الأراضي ضيقت على مزارعي حمصة المعتمدين في عيشهم على تربية المواشي ومنعهم من رعاية الحيوانات بالأراضي، وأيضا سيطروا على عيون الماء التي تعتبر شرايين حياة الأهالي في منطقة حمصةوكل البيوت (الخيم) مهددة بالهدم، وأضاف ان الاحتلال يعمل بشكل ممنهج ومتكامل فإلى جانب الاعتداءات اليومية من المستوطنين، تأتي حماية البيئة التابعة للاحتلال لمنع الأهالي من الرعي في أراضيهم بحجة حماية البيئة، بالإضافة الى اعتبار المنطقة منطقة عسكرية مغلقة تحت ذريعة تدريبات الجيش الإسرائيلي، الى جانب اخطارات الهدم المتواصلة ضد الخيم التي يقطنها الأهالي، وكل ذلك بهدف طرد سكان حمصةمن أراضيهم لإحلال المشروع الاستيطاني الإسرائيلي مكانهم.
الى ذلك رحب مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس معتز بشارات باسم المحافظ اللواء يونس العاص وكادر المحافظة بالوفد واطلع شعبان والوفد المرافق على تفاصيل ما يجري بالاغوار الشمالية وخطط الاحتلال والمعاناة اليومية التي يواجهها المواطنين .
و اصطحب بشارات رئيس الهيئة في جولة في الاغوار شملت عين الساكوت وكردلة وبردلا والمالح حيث قدم شرحا مستفيضا عن الحياة اليومية للمواطنين ومعاناتهم هناك
كما واستمع شعبان ووفد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الى عدد من المواطنين حول احتياجات الأهالي مؤكدا على عمل كل ما يلزم من اجل تلبيتها ووضعها في أولوية كل الوزارات.
يذكر ان تجمع حمصة الفوقا يقع في قلب سهل البقيعة الشرقي الممتد على 16 ألف دونم من أخصب الاراضي الزراعية، ويشمل المثلث قرى (الحديدية، مكحول، خربة سمرة، عين الحلوة والمالح والفارسية ثم عين البيضا وبردلا وكرلا (شمالا)، ويعود (شرقا) إلى قرى مرج نعجة ومرج غزال والزبيدات ثم جنوبا الجفتلك وفروش بيت دجن وحمصة الجوفة وحمصة الفرشة وحمصة بسالية، وجميعها مهددة بخطة الضم والتهجبر القسري المنوى تنفيذيها من قبل حكومة الاحتلال بالتهجير الإسرائيلي.
ويقطن في حمصة الفوقا نحو 80 فلسطينيا وتعرضت للإخلاء 11 مرة لإجراء تدريبات عسكرية خلال السنوات الأربع الأخيرة، ومنذ ذلك الحين يتعرض الأهالي لمصادرة جراراتهم الزراعية وملاحقة مربي المواشي منهم، كما يُصعّب الاحتلال نقل المياه بالصهاريج إلى مساكنهم. وسبق أن تعرضت حمصة الفوقا، للهدم كاملة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهدم الاحتلال حينها 73 مسكنا ومنشأة جميعها من الصفيح، حيث يمنع البناء الحجري في الأغوار؛ لكن الأهالي أعادوا بناء مساكنهم، ليهدمها الاحتلال مجددا.
وقامت سلطات الاحتلال في الأعوام الأخيرة بتشديد إجراءاتها في العديد من التجمعات الفلسطينية واقترحت تجميع 45 تجمع فلسطيني في ثلاث مواقع مثل ما عملت مع أبو نوار والخان الأحمر، ويعتبر مخطط تهجير حمصةهو استمرار لنهج حكومة الاحتلال في التنفيذ الفعلي لتهجير كل هذه التجمعات، وتطبيق مخطط ضم أراضي الضفة الغربية إلى المستوطنات الإسرائيلية، وتفريغ المثلث، الذي تبلغ مساحته 260 ألف دونم، من الوجود الفلسطيني كاملا بما فيه سهل البقيعة أهم سهول فلسطين في الضفة الغربية والذي يعتبر أبرز مصادر السلال الفلسطينية الغذائية، لا سيما زراعة القمح وتربية الثروة الحيوانية، إلى جانب أهميته الإستراتيجية فهو امتداد أراضي فلسطين إلى أراضي نهر الأردن.