الأغوار الشمالية- وفا- شارك أبناء شعبنا من مختلف محافظات الوطن، وشخصيات رسمية ووزراء وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"وفصائل وقوى العمل الوطني ومتضامنون دوليون، اليوم الأربعاء، في فعالية شعبية دعت إليها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ضمن حملة "حماية الأغوار".
واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين بالضرب المبرح، وأطلقت قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع باتجاههم، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، كما منعت الطواقم الصحفية من تغطية الحدث.
وشدد جيش الاحتلال من إجراءاته العسكرية في الأغوار، ونصب العديد من الحواجز العسكرية الطيّارة في مختلف المناطق، ومنع الحافلات التي تقل المواطنين من الوصول إلى الأغوار.
وشملت الحملة التي تركزت في مواقع عدة على امتداد الأغوار الشمالية، مساندة المواطنين للوصول للأراضي التي منعت قوات الاحتلال أصحابها من زراعتها، وتنفيذ نشاط لحراثة هذه الأراضي.
كما تأتي هذه الفعالية للتأكيد على حق شعبنا في أرضه، ورفضا للمخططات الأميركية والإسرائيلية و"صفقة القرن" الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وقد أدى المشاركون صلاة الظهر فوق أراضي المواطنين المهددة بالاستيلاء، رغم محاصرتهم من قبل جيش الاحتلال، الذي حاول إبعادهم وطردهم من المكان.
عساف: المقاومة الشعبية مستمرة في المنطقة وسنؤسس حماية للمزارعين
قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف خلال مشاركته، إن قوات الاحتلال استولت على 11 جرارا زراعيا في هذه الأراضي، لمنع حراثتها وزراعتها، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة، وأعلنت سلطات الاحتلال عن باقي الأراضي محميات طبيعية، مؤكدا أن هذه آلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من هنا، ولذلك جئنا الى هنا للرد على هذا القرار ولنحمي الأغوار.
وأكد، أنه سيتم كسر جميع الحواجز الموجودة في المنطقة، كما حدث اليوم مع حاجز "تياسير"، ليوصلوا رسالة أن شعبنا الفلسطيني موحد خلف الرئيس ضد "صفقة القرن"، والعمل على إسقاطها.
ولفت الى أن المقاومة الشعبية مستمرة في المنطقة، حيث سنؤسس لمجموعة من مراكز الطوارئ ولجان الحماية الشعبية للمزارعين، وستتولى هذه اللجان تقديم المساعدة لأي مزارع يتعرض لاعتداء، وسنوفر لهم الحماية، كما أن لدينا خطة لتوفير احتياجات الأغوار، حيث وفرنا 2000 تأمين صحي مجاني للعائلات، وسيتم بناء مدارس جديدة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وستتم حراثة الأراضي بالشراكة مع وزارة الزراعة، فيما سيتم إعادة بناء كل البركسات والخيام.
وأضاف: تمت حراثة جزء من هذه الأراضي، وكل شبر هنا سيتم حرثه، وقد قمنا بمد 4 خطوط مياه لتصل لأكثر من 7 تجمعات، ومد طريق 10 كيلومترات، ولدينا إرادة أن نستمر في العمل، وألا يهاجر فلسطيني واحد من الأغوار.
العطاري: الأغوار هي العمق الاستراتيجي لفلسطين
من جهته، أكد وزير الزراعة رياض العطاري إن "الأغوار هي العمق الاستراتيجي الفلسطيني للأمن الغذائي، ومن الناحية الزراعية هي أرض غنية جدا وسلة الغذاء الفلسطيني، ومن ناحية سياسية هي حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأضاف: "وجودنا هنا كوزراء ومحافظين وقادة سياسيين يشكّل أول ترجمة حقيقية لمفهوم إعادة النظر في الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن شعبنا بكل تجلياته وأحزابه السياسية وشرائحه ينتصرون اليوم لمنطقة الأغوار رغما عن أنف الاحتلال، من أجل زراعتها وتعزيز صمود المواطنين فيها، خاصة المزارعين.
بدوره، قال عضو إقليم حركة "فتح" في جنين نصري حمامرة، "على ترمب ونتنياهو أن يفهما العلاقة القوية بين الشعب الفلسطيني وأرضه، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تنهيها، ونحن مستمرون في هذه الفعاليات المنددة بالاستيطان وضم الأغوار.
ولفت الى أنه ورغم اجراءات الاحتلال وتشديداته، إلا أنه لم يتمكن من منع المشاركين من الوصول للمنطقة.
غنام: شعبنا جاء اليوم إلى الأغوار موحدا وثابتا وملتفا خلف القيادة والرئيس
بدورها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن الاحتلال الإسرائيلي يريد فرض السيطرة على كل الأرض الفلسطينية، وقتل كل ما هو فلسطيني، مضيفة ان شعبنا جاء اليوم الى الأغوار موحدا وثابتا وملتفا خلف القيادة والرئيس محمود عباس، الذي قال، لا لأقوى دولة في العالم رغم كل الإجراءات والقمع.
من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس: نقف خلف القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الذي يخوض هذه المعركة، والجميع هنا قال كلمته بأنه لا لـ"صفقة القرن"، ولنثبت ان الاحتلال لن يثنينا عن الصمود على أرضنا، حيث ستكون هناك سلسلة من الفعاليات والاحتجاجات الشعبية.
وطالب دغلس بضرورة توسيع نطاق الفعاليات الشعبية، ووحدة الميدان والموقف لنسقط هذه المشاريع التصفوية، ومحاولة ضم الأغوار.
يتبع...