نابلس-وفا- بسام أبو الرب
استفاق الطفل محمد بدر (10 سنوات) من قرية عينابوس جنوب نابلس، للاستعداد للذهاب إلى مدرسته كالمعتاد، فهو طالب في الصف الخامس بمدرسة القرية الأساسية للذكور، ليصدم بعد وصوله بما رأى.
فقد أتت النيران على كل ما في صفه من مقاعد، وجدران، وسبورة، ووسائل تعليمية أخرى كان يعدها زملاؤه، بعد استهدافه من قبل المستوطنين فجر اليوم الثلاثاء، بالزجاجات الحارقة، بعد تحطيم نوافده، الأمر الذي أدى إلى احتراقه، وخطّوا شعارات عنصرية على جدران المدرسة.
بدر وزملاؤه في الصف، كانوا يتحضرون للقاء مدرس اللغة الانجليزية في الحصة الأولى، ومناقشة الواجبات المدرسية اليومية، لكنهم اضطروا لاستكمال حصصهم في غرفة الحاسوب.
مدرسة عينابوس ليست الأولى التي يتم استهدافها من قبل المستوطنين، فمدارس عوريف، وبورين، واللبن الشرقية، والساوية، تعرضت لأكثر من هجوم خلال السنوات الماضية، واضطر مدراؤها الى إخلائها.
مدير التربية والتعليم جنوب نابلس نصر أبو كرش ندد باستهداف مدرسة عينابوس الأساسية وإحراق أحد صفوفها من قبل المستوطنين، مؤكدا استمرار العملية الدراسية رغم هجوم الاحتلال ومستوطنيه.
وروى لـ"وفا" ما حصل فجر اليوم، بقوله: إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت القرية، واستهدفت الصف الخامس بمادة حارقة، الأمر الذي أدى الى اشتعال النيران فيه.
وأضاف ان المستوطنين خطوا شعارات عنصرية على جدران المدرسة تتوعد بالهدم والموت، مع توقيع المستوطن الذي قام بهذه الفعلة.
وأكد أبو كرش أن هذه المرة الثانية التي يتم استهداف المدرسة من قبل المستوطنين خلال السنوات الخمس الماضية، موضحا أن عددا من المدارس في ريف نابلس الجنوبي عرضة لاعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال بشكل شبه يومي، خاصة مدارس قرى الساوية، واللبن الشرقية، وجالود، وعينابوس، وبورين، وعوريف.
وتابع عام 2014 أقدم مستوطنون على إحراق غرف صفية في مدرسة اللبن الساوية، فيما قرر الاحتلال الاسرائيلي إغلاقها عام 2018، وهو ما تم رفضه والتصدي له، وصممت إدارة المدرسة على انتظام الدراسة فيها، مضيفا ان الهجوم متكرر أيضا على مدرسة عوريف، حيث يتم استهداف العملية التعليمية فيها ومنع الطلبة من التوجه إلى المدرسة.
وتقع مدرسة عينابوس الأساسية على أطراف القرية، وتبعد حوالي كم واحد عن مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي 6 قرى جنوب نابلس، توصف على أنها من أكثر التجمعات الاستيطانية إرهابا، حيث ينفذ مستوطنوها جرائم متكررة بحق المواطنين.