رام الله- قال الوزير وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن المقاومة الشعبية هي فعل شعبي مقاوم للاحتلال ليس له إدارة مركزية بل إدارات شعبية، وأفضل أنواع المقاومة الشعبية هي الهبات الرافضة لإجراءات الاحتلال، فهي لم تنشأ كنظريات مثل عمل الجيوش بل هي فعل شعبي حقيقي ومن كان بالانتفاضة الشعبية الأولى عام 1987 يدرك أهمية المقاومة الشعبية.

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "تجربة المقاومة الشعبية في فلسطين" افتتحها الروائي يحيى يخلف عضو مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، مساء اليوم الثلاثاء، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات، بحضور د.ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ود. أحمد صبح مدير عام المؤسسة، وشخصيات سياسية وكادر من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

ورحب الروائي يحيى يخلف بالحضور باسم مؤسسة ياسر عرفات، مشيرا إلى أن تاريخ فلسطين الكفاحي متدفق بالكفاح دون انقطاع، فهو مليء بالثورات والهبات الشعبية المتواصلة والمتعاقبة حيث قدم شعبنا التضحية والبذل والعطاء، الذي حافظ على عدالة قضيتنا الوطنية.

وأضاف يخلف أنه في كل مراحلة من مراحل القضية الفلسطينية كان شعبنا يستجمع كل عناصر القوة في روحه ويبتدع أشكال نضالية إبداعية من الكفاح المسلح إلى المقاومة الشعبية بدءا من هبة البراق عام 1929 وإضراب وثورة 1936 إلى انطلاق المقاومة المسلحة ثم الانتفاضة الأولى والثانية، بمشاركة أجيال وأجيال على دروب الحرية بانتظار بزوغ شعلة الفجر.

وأكد أن المقاومة الشعبية بذل يمثل روح الإبداع لدى شعبنا، وعند الحديث عنها نحيي جنودها ونحيي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الاحتلال (BDS)، ونعلن عن دعمنا للمناضل عمر البرغوثي ووقوفنا إلى جانبه وندعو المنظمات الحقوقية في العالم للدفاع عن حقه في الإقامة في وطنة لان وزارة الداخلية التابة للاحتلال قررت إبعاد البرغوثي وسحب إقامته.

وأوضح عساف أنه في تجربة المقاومة الشعبية في فلسطين فقد بدأت من اللجان الشعبية وليس من هيئة مقاومة الجدار ولم تكن المقاومة الشعبية خطة وضعت على ورق تم تطبيقها ولا قرار اتخذ وتم تطبيقه بل جاءت كثورة ضد الظلم والاحتلال، وشعبنا ابتدع المقاومة الشعبية لتجنب جرائم الاحتلال بحق شعبنا ، لتقليص خسائرنا وزيادة خسائر العدو.
وأشار عساف إلى أن المقاومة الشعبية غير مكلفة في المال وغير مكلفة بالأرواح، ونحن نبحث في ظل الظروف الحالية والحصار الدولي وبعد التطورات التي شهدها العالم بعد 11 سبتمبر وبعد الربيع العربي وحضن الشعب الفلسطيني العربي تضرر، لذلك كان لابد من موائمة نضالنا مع المرحلة الموجودة وقد يغير شعبنا طرق كفاحه.

وعن سبب وجود المقاومة الشعبية، قال عساف إنه للتأكيد على رفض الاحتلال فلا يمكن ان يكون هناك احتلال دون مقاومة، فاتفاقيات أوسلو فشلت واستمر الاحتلال لذلك وجددت المقاومة الشعبية لدعم الكفاح السياسي للشعب الفلسطيني فنحن علينا أن نزرع وأن نحصد، فالكفاح هو الزراعة والسياسة هي أداة الحصاد، لتمكين قيادتنا من الحصول على نتائج سياسية.

وأضاف أن حق المقاومة بكافة أشكالها مكفول للشعوب المحتلة وهي تختار شكل هذه المقاومة وشعبنا اختار المقاومة الشعبية التي بدء نضاله منها، وهذه المقاومة تحقق نجاحات تراكمية رغم عدم تخلي شعبنا عن المقاومة المسلحة.
وفي نهاية الندوة تم عرض أفلام من إنتاج هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تحاكي واقع المقاومة الشعبية على أرض الواقع، وتلا ذلك حلقة نقاش مع الحضور.