نابلس - أحيت "اللجنة التحضيرية" الذكرى الثالثة لاستشهاد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، مسؤول هيئة مقاومة الجدار والاستيطان زياد أبو عين، الذي ارتقى في العاشر من شهر كانون أول عام 2014.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال المحيسن، في كلمته نيابة عن الرئيس محمود عباس خلال مهرجان إحياء الذكرى الذي أقيم في حرم جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، إن أبو عين بدأ حياته في مصارعة الاحتلال مبكرا، ما أدى لاعتقاله في سن مبكرة، مؤكدا أن جميع من عرف أبو عين وتعامل معه يفتقده كإنسان، فمن عرفه عن قرب يعرف أنه يتمتع بحالة إنسانية عالية، فكان متواضعا، وهمه الدائم محاربة الاحتلال.
وتابع محيسن أن أبو عين استشهد وهو يزرع الزيتون، وهناك شهيد آخر ارتقى في أرض قصرة قبل يومين خلال زراعته الزيتون أيضا.
وأضاف أن أبو عين شارك في النضال المسلح، وشارك في الانتفاضتين الأولى والثانية، وكان من رواد المقاومة الشعبية، ودعا إلى تصعيدها في هذه المرحلة.
وشدد محيسن على ضرورة وجود موقف حازم من جميع الدول العربية والإسلامية والأحرار ضد ما تفكر به الإدارة الأميركية من نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وقال إن الرئيس محمود عباس يواصل اتصالاته مع رؤساء وقادة الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم لإيقاف هذه الخطوة.
من جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف "إن علينا أن نعمل ليلا نهارا على خطى الشهيد أبو عين لكي نكون أوفياء لفلسطين.
وأضاف أن لجان المقاومة الشعبية حملت عبء المشروع الوطني لاستمرار الكفاح ضد الاستيطان والجدار ولتعزيز بقاء وجودنا على أرضنا، وإفشال مخططات التهجير والاستيلاء على الأراضي.
وتابع: "بعد استشهادك حملنا هذا العبء، وتم بناء سبع مدارس بأيدي شبان هيئة مكافحة الجدار والاستيطان، ولجان المقاومة الشعبية، وجميعها بنيت خلال الليل".
وأشار عساف إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هدم خلال العام الماضي 1114 مسكنا في المناطق المصنفة "ج" المهددة بالتهجير القسري، و"عدنا لبنائها من خيمة وبركس ومسكن، فهذا هو الوفاء لدم الشهيد أبو العين".
وأوضح أن "الهيئة تبنت منذ استشهاد أبو عين حملة زراعة الزيتون، أسميناها حملة الشهيد زياد أبو عين لزراعة التلال، وهذا العام ستنطلق الحملة بالتعاون مع مؤسسة الشهيد زياد أبو عين، وهناك مشروع آخر هو حملة العمل التطوعي لقطف الزيتون، وفي هذا العام قدمنا الدعم لـ 850 مزارعا في المناطق المهددة والساخنة، وسترتفع العام المقبل إلى 1500 مزارع".
وبين عساف أن هيئة مكافحة الجدار استعادت عشرات آلاف الدونمات التي استولى عليها الاحتلال خلال السنوات الماضية، كما تمكنت في الأيام الأخيرة من تثبيت حق المزارعين في عين الساكوت، فجرى استعادة خمسة آلاف دونم تم تسليمها للمزارعين الذين عادوا لزراعتها من جديد الأسبوع الماضي.
من ناحيته، قال وزير الأسرى وشؤون المحررين عيسى قراقع "إن الشهيد أبو عين ارتقى على أرض ترمسعيا خلال زراعته أشجار الزيتون التي أحبها طوال حياته، ولطالما طالب بزراعة المزيد"، فيما قال القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية ماهر النتشة "إن أبو عين رحل شهيدا بعد أن عزز فينا روح الإقدام والتضحية لأرضنا الطاهرة فلسطين، وأنه لأجل عزتها وكرامتها يهون الصعب، ويرخص الغالي والنفيس".
وأكد النتشة أنه "في هذه الذكرى لا يمكن أن ننسى شهداءنا الأبرار الذين رسموا لنا طريق الحرية، وضحوا بأنفسهم من أجل مستقبلنا وحريتنا".
وقال محمود أبو عين، شقيق الشهيد، في كلمة العائلة، "إن أِشرف موت هو موت الشهداء، ليس هناك كلمة يمكن أن تصف الشهيد الذي جعل من عظامه جسرا من أجل حرية شعبه"، مضيفا أن "زياد أهدى حياته الخاصة والعامة تكريسا لفلسطين، فعاش ثائرا منذ نعومة أظافره وخاض مع المحتل جولات تاريخية من الكفاح الوطني".
وأشار إلى أن شقيقه اعتقل في السجون الإسرائيلية عام 1977، ومن ثم اعتقل في أميركا عام 1979، ليحصل على سبعة قرارات من الأمم المتحدة توجب الإفراج عنه، لكن أميركا سلمته لإسرائيل ليبدأ فيها معركة جديدة، فحكم عليه بثلاثة مؤبدات إضافة لعشرين عاما، ليفرج عنه في التبادل الأول، لكن إسرائيل اختطفته من المطار وأعادته للسجن.
وتابع أن شقيقه أفرج عنه عام 1985 ليبدأ حياته الجديدة، فتم اعتقاله أول اعتقال إداري عام 1985، ليبقى بالسجون حتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية.
وكان محيسن افتتح معرضا للصور في حرم الجامعة خاص بالشهيد أبو عين، كما تم زراعة شجرة باسمه داخل حرم الجامعة.
وحضر مهرجان إحياء الذكرى، أعضاء من اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والمجلس الثوري، وممثلون عن الأجهزة الأمنية وعن فعاليات محافظة نابلس الرسمية والشعبية.