السبت، 29 آذار، 2025: أصدرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان صباح اليوم بياناً صحفياً بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين ليوم الأرض الخالد الذي يحيي فيه الشعب الفلسطيني ذكرى استشهاد ستة شبان من فلسطينيي الداخل رداً على قرار مصادرة الاحتلال الإسرائيلي 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، وذلك في الثلاثين من آذار عام 1976، ليتحول هذا اليوم إلى رمز خالد لتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وتخليدا لشهداء يوم الأرض، وتناولت الهيئة في بيانها أبرز إجراءات دولة الاحتلال التي تهدف إلى السيطرة على الأرض الفلسطينية وتشكل عبثاً حقيقياً في الجغرافية الفلسطينية الهادفة لإعدام أية إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية، وقال رئيس الهيئة الوزير مؤيد شعبان إن دولة الاحتلال استغلت ستار الحرب والإبادة الجماعية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من ستة عشر شهراً من أجل الانقضاض على الجغرافية الفلسطينية بالمصادرة وفرض الوقائع والإغلاق، مضيفاً ان دولة الاحتلال جعلت من كل يوم في هذه المرحلة بمثابة يوم أرض لا يقل في نكبويته عن النكبة الأولى، بسلوكها الدموي الإبادي للإنسان الفلسطيني واستهدافها الممنهج للأرض الفلسطينية كاشفة عن وجه قبيح وعنصري ليس أمام الفلسطينيين وحسب بل أمام العالم كله.

وقال شعبان سلطات الاحتلال استولت منذ السابع من أكتوبر على أكثر من 52 ألف دونم من أراضي المواطنين، منها 46 ألف دونم  في العام 2024 أسفل مسميات مختلفة منها إعلانات المحميات طبيعية وأراضي الدولة وأوامر الحجج العسكرية وغيرها، مضيفاً أن دولة الاحتلال أصدرت في الفترة الماضية 13 أمراً عسكرياً يترتب عليها إنشاء مناطق عازلة حول المستعمرات، في محاولة لمنع وصول المواطنين إلى آلاف الدونمات مما يمهد من عملية الاستيلاء عليها ونزع ملكية المواطنين، مضيفاً، أن المساحة التي صادرتها دولة الاحتلال بحجة أراضي الدولة بلغت أكثر من 24 ألف دونم، في أكبر عمليات هذا النوع من المصادرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وأضاف شعبان أن مساحة الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها دولة الاحتلال وتخضع للعديد من الإجراءات الاحتلالية بلغت 2382 كم2 بما يعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية و70% من مجمل المناطق المصنفة "ج"، وهي المناطق التي تخضع للسيطرة الأمنية الاحتلالية.

 

51 بؤرة في العام 2024، أقيمت 8 منها في مناطق تصنف على أنها مناطق "ب"

وبين شعبان أن مليشيا المستعمرين أقاموا بعد السابع من أكتوبر 60 بؤرة استعمارية جديدة منها 51 بؤرة في العام 2024، أقيمت 8 منها في مناطق تصنف على أنها مناطق "ب"، وهي خطوة جاءت بالتزامن مع نزع دولة الاحتلال لصلاحيات دولة فلسطين التخطيطية من المحمية الطبيعية شرقي محافظة بيت لحم، والتي تبلغ مساحتها ما مجموعه 167 كم2 منتصف العام الماضي مما يهدد مئات المباني والمنشآت الفلسطينية في المنطقة.

 

منذ السابع من أكتوبر درست الجهات التخطيطية ما مجموعه 268 مخططاً هيكلياً لصالح المستعمرات

وأضاف شعبان أنه وبعد السابع من أكتوبر درست الجهات التخطيطية في دولة الاحتلال ما مجموعه 268 مخططاً هيكلياً لصالح مستعمرات الضفة الغربية والقدس، منها 173 مخططاً هيكلياً في العام 2024، و68 مخططاً جرت دراسته منذ مطلع العام 2025، مبيناً، أن عدد المخططات الكبير التي تجري دراستها هذه الأيام، ينذر بنية مبيتة لدى دولة الاحتلال لإحداث أضخم عمليات توسعة استعمارية، يضاف إليها قرارات غير مسبوقة بتسوية أوضاع 13 بؤرة استعمارية منذ مطلع العام 2024 وفصل 13 حيّ واعتبارها مستعمرات كاملة تحظى بكافة الامتيازات على حساب الأراضي الفلسطينية، يضاف إلى ذلك تخصيص سلطات الاحتلال وفي سابقة خطيرة أكثر من 16 ألف دونم لصالح رعي المستعمرين، في واحدة من أخطر تمظهرات التبادل الوظيفي بين المؤسسة الرسمية ومليشيا المستعمرين.

وقال شعبان إن القوة القائمة بالاحتلال وفي سبيل محاولاتها المستمرة لمحاصرة البناء والنمو الطبيعي الفلسطيني على الأرض الفلسطينية تواصل إصدار إخطارات الهدم التي تتبعها بعمليات الهدم المستمرة للبناء الفلسطيني، فقد بلغ مجموع إخطارات الهدم التي تم توزيعها في العام 2024 ما مجموعه 939 إخطار  شملت (إخطارات هدم، وقف بناء)، وقد تركز 60% من هذه الاخطارات في محافظات الخليل بيت لحم ورام الله والقدس، إلى جانب  (684) عملية هدم تركز معظمها في المناطق المصنفة "ج" في محافظات القدس والخليل ونابلس وأريحا.

 

898 حاجزاً عسكرياً وبوابة تحاصر الوجود الفلسطيني

 

وأضاف شعبان أن عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة (بوابات، حواجز عسكرية أو ترابية) التي تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع بلغت حتى اللحظة ما مجموعه 898 حاجزاً عسكرياً وبوابة تحاول من خلالها أن تفرض حيزاً جغرافياً موازياً يشكل الحاجز حداً للكانتونات والمعازل كوجه قبيح لمنظومة الأبارتهايد والفصل العنصري الذي تصاعدت تمظهراته في الشهور الماضية.

وقال شعبان إن جدار الضم والتوسع الذي أقامته دولة الاحتلال في العام 2002 لا زال يعزل أكثر من 295 كيلو متر2 من أراضي المواطنين مشيراً إلى أنه وفي حال أكملت دولة الاحتلال بناء الأجزاء المخطط له فإنه سيعزل بشكل كلي 560 كيلو متر2 بما يقترب من 9% من مجمل الأراضي في الضفة الغربية، منوهاً أن آثار الجدار الاقتصادية والاجتماعية لا زالت قائمة وتؤثر تأثيراً كبيراً على حياة المواطنين وأراضيهم.

وبين شعبان أن عدد المستوطنين المستعمرين في مستعمرات الضفة الغربية بلغ ما مجموعه 770 ألف مستعمر مع نهاية العام 2024، يتمركزون في 180  مستعمرة احتلالية و256 بؤرة استعمارية، منها 136 بؤرة زراعية رعوية تسيطر على أكثر من 480 ألف دونم (يتمركز معظمها في الأغوار والسفوح الشرقية) بما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة بناء المستعمرات القائمة.

وشدد شعبان على اعتبار يوم الأرض مناسبة وطنية للالتفاف حول المقاومة الشعبية وحماية المقدرات الوطنية للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده أمام الأخطار والمخططات الاحتلالية الاستعمارية، وقال شعبان إن المقاومة الشعبية باعتبارها الوسيلة الأنجع لحماية المقدرات الوطنية الفلسطينية كفيلة بكسر مخططات الاحتلال الرامية إلى سرقة الأرض ومحاصرة الوجود الفلسطيني وتهجيره قسرياً، داعيا في الوقت نفسه إلى تفعيل المزيد من لجان الحماية الليلية وتحديداً في المناطق التي تتعرض لاعتداءات المستعمرين الإرهابيين بشكل مستمر من أجل صد الهجمات وحماية الآمنين من أبناء شعبنا.