طوباس -وفا- أصبحت 36 عائلة فلسطينية تسكن منطقتي الحديدية والرأس الأحمر بلا خط إمداد لمياه الشرب، وبلا طريق؛ بعد أن دمرت جرافات الاحتلال يوم أمس الثلاثاء، خط المياه الوحيد الممتد من عاطوف إلى هذه المناطق.
وفي الوقت الذي كانت جرافات الاحتلال تجرف خط إمداد المياه، كانت جرافات أخرى تدمر الطريق الوحيد المؤدي إلى خربة الحديدية .
وتمتد السهول في هذه المناطق الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة طوباس، ويعتمد سكانها في حياتهم على الزراعة المروية المنتشرة في سهل عاطوف والبقيعة، وعلى تربية الثروة الحيوانية، كما هو الحال في الحديدية.
ويمتد خط المياه، الذي يبلغ طوله 11 كيلومترا ويغذي السكان بالمياه في مناطق متفرقة من الأغوار الشمالية، من عاطوف إلى خربتي الحديدية والرأس الأحمر، وتستفيد منه العشرات من الأسر التي تعتمد على تربية المواشي.
خط المياه البلاستيكي المقام منذ أكثر من عام، مقدم من مؤسسة "ACS"ويغذي 36 أسرة فلسطينية، حسبما أفاد رئيس مجلس قروي عاطوف بشار بني عودة.
وقال رئيس المجلس القروي في اتصال هاتفي مع "وفا"، إن تدمير خط المياه جاء بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار.
وأشار عبد الرحيم بشارات، أحد سكان منطقة الحديدية المطلة على الجبال الأردنية شرقا، إلى أنه يستفيد من خط المياه في منطقة يحظر الاحتلال إقامة مشاريع تنمية فيها. والكلام ذاته ردده مواطنون آخرون من خربتي الحديدية والرأس الأحمر.
وكان المواطنون في هذه المناطق يلاقون صعوبة في الحصول على المياه، قبل إنشاء الخط المذكور. ويمارس الاحتلال بشكل متكرر مضايقات من تدمير خطوط مياه وطرق ومنشآت سكنية ومصادرة معدات زراعية في هذه المناطق.
وفي خربة الحديدية أقدمت جرافات الاحتلال أمس، على تدمير طريق زراعية بطول 1800 متر، تم تأهيلها بدعم من مؤسسات الدول المانحة، وبتنفيذ وإشراف GVCمؤسسة الإيطالية.
وتعتبر هذه الطريق المنفذ الوحيد لسكان المنطقة، وسبق أن جرفتها قوات الاحتلال العام الماضي مرتين، بحجة عدم الترخيص. وبعد كل تدمير يقوم المواطنون بترميم الطريق بأيديهم؛ بهدف الاستفادة منها بأكبر قدر ممكن.
ويضطر المواطنون إلى سلوك طريق ترابية لنقل الطلبة إلى مدارسهم في بلدة طمون، وعانى السكان في المرات التي دمر فيها الاحتلال الطريق، صعوبة في نقل المياه والأطفال.
ورافق تجريف الاحتلال للطريق، تدمير بعض الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية، التي يعتمد عليها المواطنون في إطعام مواشيهم.
والحديدية من الخرب المنتشرة في الأغوار الشمالية، يحيط بها معسكرا جيش الاحتلال "حمدات" و"سمرة"، ومستوطنة "روعي" من الجنوب. وقد دمر الاحتلال الخربة بعد استيلائه على الضفة الغربية في العام 1967، وطرد أهلها منها، وتقطنها اليوم 17 أسرة تعتمد على تربية المواشي.