طولكرم – خضوري اليوم، بالشراكة مع وزارة التعليم والتعليم العالي، وزارة الزراعة الفلسطينية، هيئة مقاومة الجدار، سلطة جودة البيئة وبالتعاون مع مؤسسة اوكسفام، والإغاثة الزراعية، وشركة كنعان واتحاد لجان العمل الزراعي وكافة الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للزيتون في فلسطين والذي هدف إلى تسليط الضوء على قطاع الزيتون في فلسطين وتوفير مساحة أمام الباحثين والخبراء وصناع القرار والعاملين في القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والدولي للتعرف على احدث المستجدات البحثية والعلمية والتقنية المرتبطة بقطاع الزيتون.
تسليط الضوء على شجرة الزيتون
وخلال جلسة افتتاح فعاليات المؤتمر الذي سيستمر على مدار يوميين بين القائم بأعمال رئيس الجامعة د.سائد ملاك أن الجامعة سعت لبناء طيف واسع من الشراكات متعددة الأطراف مع القطاعين العام والخاص والمجتمعين المدني والمحلي علاوة على الانفتاح على جامعات عربية ودولية من خلال طيف من اتفاقيات التعاون والبرامج البحثية المشتركة وبرامج التبادل التعليمي والبحثي التي تساعد طلبتنا وأساتذتنا على الانكشاف على العالم الرحب وتحفز شركائنا الدوليين على زيارة الجامعة وتذوق الحياة في فلسطين.
وانطلاقا من رؤية الجامعة والتزامها بمهمة البحث والتطوير، فقد تبنت تنظيم المؤتمرات النوعية والتي من بينها تنظيم مؤتمر الزيتون الثالث اليوم، والترتيب لتنظيم المؤتمر الأول للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والذي مطلع العام القادم علاوة تنظيم واحتضان العديد من الندوات والنشاطات التي تسهم في إذكاء المعرفة والعلوم.
وأوضح د. ملاك أن المؤتمر يوفر المناخ المناسب لخلق فرص الشراكة بين الجامعات الفلسطينية والقطاع الخاص ويعطي الطلبة من الجامعات الفلسطينية الفرصة لحضور بعض المحاضرات العلمية والبحثية المتخصصة لمجموعة من الباحثين المحليين والدوليين.
وبين د. ملاك أن جامعة فلسطين التقنية – خضوري، كأول مؤسسةٍ زراعيةٍ في الوطن والمنطقة ارتأت للعمل على تسليط الضوء على شجرة الزيتون ومنتجاتها، والمشكلات التي يعاني منها هذا القطاع الحيوي المهم للمجتمع الفلسطيني، على الأصعدة كافة الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
من جهته نقل محافظ طولكرم اللواء عصام أبو بكر تحيات فخامة السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، وتمنياته بالنجاح والتوفيق لفعاليات المؤتمر الدولي الثالث للزيتون بفلسطين، والخروج بتوصيات من شأنها أن تنعكس إيجاباً على مزارعي الزيتون، وذلك انطلاقا من الأهمية القصوى لهذه الشجرة ومنتجاتها على المستوى الحضاري، التاريخي، الاقتصادي والصحي وغيرها من الجوانب والفوائد التي تتعلق بالشجرة المباركة.
ووصف أبو بكر تطوير قطاع الزيتون من خلال تنفيذ الأبحاث والدراسات واستثمار الخبرات بالآمر العظيم والهام للمزارع والزيتون الذيي يعد رمزاً لصمود شعبنا وتجذره بالأرض، وهي عنوان في مواجهة صلف الاحتلال وعدوانه اليومي من الاقتحامات والقتل والحصار والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، في الوقت الذي يشن فيه الاحتلال حرباَ على الحجر والشجر في محاولة بائسة لاقتلاع الفلسطيني من أرضه.
وفي كلمة القاها نيابة عن وزير الزراعة، سفيان سلطان، دعا باسم حماد إلى العمل على الزيادة المساحة المزروعة بأشجار الزيتون نظراً لما تتمتع به هذه الشجرة من ميزة نسبية في فلسطين، والعمل على تنمية وتطوير الموارد البشرية العاملة في هذا القطاع من الناحية الفنية والعملية وتوحيد الرسالة الارشادية وتشجيع البحث العلمي، والعمل على تنفيذ برامج وطنية لمكافحة الآفات، والتركيز على مشاريع الحصاد المائي في حقول الزيتون، والعمل على زيادة القدرة التخزينية، وأكيد على ضرورة قيام المزارعين بجميع عمليات الخدمة اللازمة لحقول الزيتون.
وفي هذا السياق، أشار نائب رئيس سلطة البيئة والجودة، جميل المطور، إلى أن جدول أعمال هذا المؤتمر ومحاوره التي تغطي مساحة جيدة لآثار التغير المناخي على نبات الزيتون وإنتاجيته يكتسب أهمية خاصة، فالعالم بات يواجه قضية محورية وهامة وهي التغيرات المناخية التي نتجت عن الثورة الصناعية والتنمية غير المستدامة والتي تهدد دول العالم، وخصوصاً النامية وكذلك منطقتنا التي تعتبر في غالبها جافة وشبه جافة وتعان من محدودية المصادر الطبيعية ومنها المياه بصورة كبيرة، مؤكّداً على ضرورة الاستعدادية التامة للتعامل معها والتكيف من نتائجها.
من جانبه، أوضح مدير عام التعليم المهني والتقني في وزارة التربية والتعليم العالي، م.جهاد دريدي، في كلمة ألقاها نيابة عن وزير التربية والتعليم العالي اهتمام الوزارة بتقرير التعليم المهني الذي رفع وتيرة البحث العلمي خاصة في القضايا الهامة التي تلامس احتياجات الشعب الفلسطيني، مبيّناً أن أهمية مؤتمر الزيتون الثالث توازي أهمية شجرة الزيتون وأهمية شجرة الأبحاث العلمية وأهمية تأسيس مشاريع تطويرية في مجال الزراعة وإلى تكريس دور خضوري التاريخي وخاصة في المجال الزراعي للتكنولوجيا.
وفي هذا السياق، أكّد وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن جامعة خضوري التي تعتبر جامعة الطلبة الميسورين والمتميّزين وذات الإرث التاريخي في خدمة العمل الزراعي في فلسطين والمنطقة، وهي تعكس مدى أهمية استثمار كل المصادر العلمية والبحثية والخبرات الدولية في الحفاظ على الإرث الوطني والتاريخي الذي يزيد عمره عن 6500 عام وهم عمر الشعب الفلسطيني في أرضه، موضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي عمل على إعدام أكثر من 4000 شجرة زيتون، لخدمة المستوطنين وبناء جدار الفصل العنصري والذي توجه بإقرار قانون الأراضي الأخير والذي يشرعن البؤر الاستيطانية، وهذا الأمر الذي على الكل الفلسطيني العمل على إسقاطه بكل الوسائل الممكنة.
إظهار جهود الباحثين
وأوضح رئيس المؤتمر د. باسل النتشة أن دور هذا المؤتمر لبيان الأهمية القصوى لشجرة الزيتون ومنتجاتها للشعب الفلسطيني، وذلك على المستوى التاريخي والحضاري، والديني والاجتماعي، والاقتصادي والسياسي، والصحي والسياحي.
كما أعتبر د. النتشة المؤتمر فرصة ل إظهار جهود الباحثين والمهتمين بقطاع الزيت والزيتون، لتبادل نتائج البحوث العلمية المخبرية والحقلية فيما بينهم، وتقدير كافة الجهود المبذولة لتطوير إنتاج شجر الزيتون وتحسينه، ونشر نتائج التجارب الزراعية، وعرضها على أكبر شريحةٍ من المهتمين والمعنيين بهذا القطاع والى تعزيز التعاون بين الباحثين والمختصين في المؤسسات الوطنية كافة من جهة، والباحثين والمختصين في المؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية من جهةٍ أخرى.
جلسات المؤتمر
وخلال فعاليات الجلسة الأولى التي تمحورت حول إنتاج و وقاية النبات وأدار جلستها أ.د. سميح أبو بكر من جامعة البلقاء التطبيقية ، قدم أ. د. جمال صوان من الجامعة الأردنية مشاركة حول اكثار نبات الزيتون،
فيما قدم بروفيسور العلوم والتكنولوجيا في جامعة القدس أ. د.خالد صوالحة ورقة حول تأثير التغير المناخي على إنتاج الزيتون في فلسطين،
فيما الباحث عماد الدين البابا شرحا حول التأثر المتوقع للتغير المناخي على إنتاج الزيتون في فلسطين
تبعه تقديم ورقة علمية لبروفيسور أمراض النباتات في جامعة باري بايطاليا جيوفاني مارتيللي تمحورت حول التدهور السريع في محصول الزيتون- من خلال تقديم تجربة ايطاليا في التعامل مع التدهور السريع لبساتين الزيتون في شبه جزيرة سانتو التي عانت من تدهور سريع.
بينما قدم د. سامر جرار من مركز كنعان للأبحاث العضوية بحثا حول العوامل المؤثرة على الأمراض النباتية، والذي تم انجازه بالشراكة مع فرانكو فاميني وميشيل توشي من المعهد الزراعي المتوسطي في باري- ايطاليا و طالبة الماجستير تحرير عيسى.
وباتجاه آخر قدم الباحثان في قسم إنتاج ووقاية النباتات في جامعة الخليل عبد الجليل حمدان ومحمد القرعاني عرضا بعنوان الحشرات المؤثرة على الزيتون في المرتفعات الجنوبية في الضفة الغربية،
فيما قدم الباحث من جامعة النجاح د. رائد الكوني ورقة بحثية حول الحشرات المؤثرة على الزيتون في المرتفعات الشمالية في الضفة الغربية (ذبابة الزيتون"، تم إعدادها بالشراكة مع د. حسان أبو قاعود من جامعة النجاح الوطنية، و د.سامر جرار، من مركز كنعان ود. رنا سمارة من جامعة خضوري.
وفي الاتجاه ذاته قدم بروفسور أمراض النبات في جامعة باري في ايطاليا ا. د. فرانكو نيجرو ورقة بعنوان أمراض الزيتون الفطرية: التحديات ونهج المكافحة المتكاملة.
معرض زراعي لمنتجات الزيتون
كما تم وبالتوازي مع أعمال المؤتمر، تنظيم معرض زراعي لمنتجات الزيتون بمشاركة واسعة من قبل الشركات والمؤسسات والمشاتل والجمعيات والتي تعنى بقطاع الزيتون، وذلك يضم مشاتل وجمعيات منتجات زيت الزيتون، وجمعيات تعاونية متخصصة في مجال منتجات الزيت والزيتون، ومصنوعات يدوية وحرفية من الزيتون وخشب الزيتون، ومعرض صور لشهداء الأرض والزيتون.