رام الله- زار ظهر اليوم الاثنين وفد من المحكمة الدستورية الكولومبية هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، للوقوف على أخر المستجدات القانونية في الساحة الفلسطينية بما يتعلق بقضية الجدار والاستيطان.
وضم الوفد الزائر رئيسة المحكمة الدستورية الكولومبية فيرا فيكتوري، وثلاث من الاعضاء، وكان في استقبال الوفد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، والمستشار القانوني للهيئة محمد الياس، ومدير عام الرصد التوثيق قاسم عواد، ومدير عام الدائرة القانونية عايد مرار، ومنال زيادة مسؤولة العلاقات الخارجية، وبحضور رئيس المحكمة الدستورية الفلسطينية محمد الحج قاسم.
وفي البداية رحب عساف بالوفد الزئر، وقال أننا في فلسطين نشعر أن دول أمريكا اللاتنية أشقاء لنا، من خلال دعمهم المتواصل للقضية الفلسطينية، وبعد ذلك تم تقديم شرح مفصل للوفد عن كيفية تقسيم الاراضي الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدف السيطرة عليها، بإصدار مجموعة من الاوامر العسكرية التي تسيطر على اراضي الملكية العامة، وكيف سيعى الاحتلال الى إصدار قوانين لشرعنة البؤر الاستعمارية على املاك الاراضي الخاصة لابناء الشعب الفلسطيني.
وشرحت الهيئة للوفد، كيفية إستغلال موضوع المخططات الهيكلية للابنية عام 1967، والتي تعتبر ما يتم بنائها خارج القرى، بإنه غير قانوني وغير مرخص، وهذا ما جعل التجعات البدوية غير موجودة داخل المخططات الهيكلية. وبعد ذلك تم تقديم شرحاً مصوراً ومفصلاً لواقع الاستعمار في فلسطين منذ عام 1948 إلى يومنا الحالي، وكيفية بناء المستعمرات الاحتلالية، وبناء الجدار، وتقسيم المناطق إداريا وأمنيا، وتم التركيز على الفترة الأخيرة الواقعة بين عام (1997–2016) حيث ازدادت نسبة المستعمرات بمعدل خمسة أضعاف، إضافة إلى التركيز على مخططات الاحتلال التي تسعى إلى تهجير التجمعات البدوية، والتي تقع على ثلث مساحة الضفة الغربية وسعي الاحتلال إلى تجسيد مشروع ما يعرف بــ(اي ون.)
وقام عساف بشرح كيف يُقدم الاحتلال على توفير مقومات الحياة المختلفة للمستوطنين المتواجدين في البؤر الاستعمارية والبالغ عددها 159 مستعمرة، وفي نفس الوقت يحرم التجمعات البدوية من البناء والماء والكهرباء والصحة والتعليم والبالغ عددها 155 تجمع في مناطق (ج)، وأن الاحتلال لا يسمح بالبناء الا بوجود مخططات هيكلية، ومن يصدر هذه المخططات المجلس الاعلى في الجيش والمستوطنين، وأن الشعب الفلسطيني قدم 103 مخططات هيكلية وافق الاحتلال على 3 فقط خلال 8 سنوات الماضية، في حين تم الموافقة على 170 مخطط هيكلي خلال العامين الماضيين للمستوطنين.
من جهتهم شكر الوفد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان على الشرح الموسَّع، وصورة الأوضاع التي وضعتهم فيها، مبدين تفهماً لكل ما تقدَّمه الهيئة، ومشيرين الى أنَّ الإستيطان وغيره من ممارسات تعمل على تعطيل التقدُّم في عمليَّة السلام وتحقيق حلم الدولة.
وفي نهاية الزيارة قدم الوفد الزائر هدية تعبيرية تمثل تاريخ الشعب الكولومبي، بالاضافة الى الدستور الكولومبي، وقدمت الهيئة أطلس فيه شرح مصور عن الجدار والاستيطان في فلسطين، الذي يرصد ويوثق كافة جرائم الاحتلال فيما يتعلق بالترحيل القصري والتوسع الاستعماري والهدم.