رام الله، 19 حزيران، 2023: أدانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان القرارات الجديدة التي اتخذتها حكومة الاحتلال وتحديداً التغييرات التي من شأنها تسريع البناء الاستيطاني وتسهيل الحصول على الموافقات بشأنه، وقال رئيس الهيئة، مؤيد شعبان، في بيان صدر عن مكتبه صباح اليوم: إن دولة الاحتلال منحت الوزير الفاشي المتطرف بتسلئيل سموترتيش صلاحيات مطلقة في مسألة توسعة المستوطنات القائمة وشرعنة البؤر الاستيطانية بالأثر الرجعي، مقلصة عملية الموافقة على تصاريح البناء الاستيطاني من خمس خطوات إلى خطوة واحدة في رسالة واضحة من حكومة الاحتلال لدول العالم أجمع: أنها تضرب بعرض الحائط كل الشرائع والقوانين التي تجرم الاستيطان وتدعو إلى إنهائه لا سيما قرار مجلس الأمن الذي حمل الرقم 2334 للعام 2016.
وأضاف شعبان، أن حكومة الاحتلال ومنذ اليوم الأول لتشكيلها رفعت مجموعة من العناوين، كان جوهرها هو الاستيطان الاستعماري الذي يهدف إلى السيطرة على الأرض وتهجير الفلسطينيين وعزلهم والتضييق عليهم، في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الانسان.
وقال شعبان، إن السباق المحموم في البناء الاستيطاني الاستعماري هذه الأيام هدفه هو التنفيذ الفعلي لمخططات ضم أراضي الضفة الغربية، التي تتأكد يوماً بعد يوم على أرض الواقع، من خلال جملة الإجراءات والمسميات التي تتخذها القوة القائمة بالاحتلال في هذا الشأن، مشيراً إلى أن دولة وفي عام واحد فقط أصدرت ما مجموعه 19 أمراً لوضع اليد على أراضي الفلسطينيين لأغراض عسكرية وأصدرت 3 أوامر استملاك وعدلت حدود محمية طبيعية وأعلنت 4 أوامر إعلان أراضي دولة في حصيلة وصلت إلى مصادرة أكثر من 48 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في عام واحد فقط، وكذلك في نفس الفترة صادقت على 63 مخطط استعماري لأغراض بناء 3,261 وحدة استيطانية في المستعمرات (حزيران 2022، نهاية أيار 2023) ناهيك عن إقامة العديد من البؤر والرعوية والتي بلغ مجموعها أكثر من 89 بؤرة تسيطر على أكثر من 310 آلاف دونم (منذ العام 1978)، وإمعانها في إنشاء التكتلات الاستيطانية الكبرى التي تحاصر القرى والبلدات الفلسطينية وبالرغم من سلوكها الواضح في المخالفات الفظيعة لأسس الاتفاقيات الدولية ومعاهدة جنيف الرابعة، إلا أنها تلقى صمتاً دولياً معيباً يغض الطرف عن الجريمة مكتملة الأركان التي تحدث على الأرض الفلسطينية، وأن المنظومة مزدوجة المعايير التي تحكم عالم هذه الأيام هو ما يمنح هدية الوجود للجريمة الاحتلالية.
وبيّن شعبان، أن دولة الاحتلال في سلوكها الرسمي المدفوع بالرغبات الدنيئة للسيطرة على أراضي الفلسطينيين تسلط عتاة الإرهابيين المستوطنين المسلحين المحميين بقوة جيش الاحتلال لتنفيذ الجرائم والمحارق بحق القرى والبلدات الفلسطينية الآمنة والسيطرة على الأراضي بقوة السلاح، وتسلط فاشية العصر الجديد بن غفير وسموترتيتش ونتنياهو ليعيثوا في الأرض فساداً وخراباً وحروب من خلال الإمعان في سن القوانين العنصرية من جهة والدفع بظهور الفلسطينيين إلى الحائط من جهة أخرى.
وأكد شعبان على أن أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده على امتداد القرى والبلدات الفلسطينية من مسافر يطا في الجنوب وحتى الأغوار في الشمال والتي تواجه أخطار التهجير وسرقة الأرض لن ترفع الراية البيضاء أمام الحرب المستمرة على الأرض والممتلكات والأرواح.
ودعا شعبان كافة الأطر والفعاليات والفصائل الوطنية الفلسطينية إلى ضرورة إنجاز استراتيجية وطنية شاملة للمقاومة الشعبية والتي من شأنها أن تحمي المقدرات الوطنية الفلسطينية وتفشل كافة مخططات السيطرة على الأرض الفلسطينية.