بيت لحم- أسامة العيسة- 
يستهدف المستوطنون وجيش الاحتلال بشكل دائم، بلدة تقوع، شرق بيت لحم، وأدى ذلك، خلال السنوات الماضية، إلى ارتقاء شهداء، ولكن جماعات استيطانية، تستهدف أيضا، أحد المواقع في البلدة، تمهيدا، كما يعتقد الأهالي، لتهويده، وجعله "مسمار جحا"، كما حدث ويحدث في مواقع أخرى، مثل قبة راحيل، في بيت لحم، أو مقام يوسف في نابلس.
اسم الموقع المستهدف، بئر موسى، أو آبار موسى، وهي ثلاث أو أربع آبار، في مدخل بلدة تقوع الشمالي، الذي عادة ما تتركز فيه المواجهات مع جنود الاحتلال، لقربه من الشارع الذي يستخدمه المستوطنون.
لبعض هذه الآبار، مداخل محفورة في الصخور (نواميس) ولكنها مغلقة الآن، ويبدو أن المستوطنين، لم يكونوا يحتاجون، إلا إلى اسم موسى، حتى يسوغوا اقتحامهم للموقع، بذرائع دينية، فيقتحموه، بحماية الجيش، في ساعات الفجر لإقامة صلوات تلمودية، ولكن خلال الأيام الماضية، طرأ ما يعتبره مواطنون من البلدة، تطورا في هذه الاقتحامات.
يقول صبري جبريل، من أهالي تقوع: "خلال الأعوام الأخيرة، شهدت بلدة تقوع، عمليات اقتحام للمستوطنين للمنطقة الأثرية قرب مبنى البلدية، الاقتحامات كانت تتم بطابع جماعي منظم، وتضم عشرات المستوطنين يأتون في حافلات وتحت حراسة مشددة من قوات كبيرة من الجيش، وكانت جميعها تتم في ساعات الليل، ولكن في الأيام الأخيرة حدث تطور جديد على عمليات الاقتحام، إذ شهدت البلدة، عمليات اقتحام لمجموعات صغيرة بشكل خاطف وسريع لبضع دقائق، إلى ذات المكان من قبل مركبة أو اثنتين فقط من المستوطنين وبدون حماية الجيش، وسرعان ما ينسحب هؤلاء على وجه السرعة بمجرد شعورهم أن الأهالي اكتشفوا وجودهم، حيث تعرف هذه المنطقة بحساسيتها وأنها بؤرة تصدٍ للاحتلال، ومكان يتواجد فيه شباب الحجارة باستمرار".
أخذت الآبار اسمها، كما ذكر عدد من أهالي البلدة نقلا عن أجدادهم، من شخص من بلدة سعير اسمه موسى، قتل في المكان، خلال الحرب الأهلية الفلسطينية المعروفة بقيس ويمن، وتقع الآبار بجانب الشارع الذي كان يفصل ديار قيس عن ديار يمن.
بعض المصادر تتحدث عن أن المستوطنين، لا يربطون بين هذه الآبار، والنبي موسى، ولكن يربطونها بنبي آخر من أنبياء العهد القديم وهو عاموس، الذي ورد على لسانه في العهد القديم، أنه ليس نبيا.
في عام 1981م، أقامت سلطات الاحتلال، مستوطنة باسم معاليه عاموس، على أراضي قرية كيسان، المجاورة لتقوع، وتزايد البناء الاستيطاني فيها، وفي غيرها من مستوطنات مجاورة، برعاية عراب الاستيطان في المنطقة، السياسي الذي يواجه تهما بالفساد والتحرش، أفيغدور ليبرمان، وزير المالية الإسرائيلي الحالي، الذي يسكن في مستوطنة نكوديم القريبة.
لجبريل تفسير آخر لاسم البئر: "الحقيقة أن التسمية الشائعة، هي محلية تعود لحادثة وفاة شاب يدعى موسى، كان يرعى الأغنام في المكان قبل نحو 80 عاما، وفقدت آثاره لأيام وبعد البحث الطويل عنه وجدت جثته داخل البئر، ومع تداول الناس قصته، وقصة البئر الذي عثر عليه فيها، ربط اسم الشاب للدلالة على البئر والتمييز بينها وبين عشرات الآبار الأخرى المنتشرة في المنطقة، أصبح معروفاً محلياً لدى الناس باسم بئر موسى".
يعتقد جبريل: "على ما يبدو أن الاحتلال التقط هذا الاسم لإيجاد مبرر وغطاء ديني لاقتحام المكان مراراً بالتزامن مع الاقتحام السنوي لمسجد النبي يونس في حلحول، ومحاولة الإيحاء أن لهذه البئر دلالة مقدسة أو تاريخا دينيا يربطهم فيها وكأن البئر حفرها سيدنا موسى".
يضيف: "تقع البئر، بالقرب من منطقة تقوع الأثرية التي تعود للعصر الروماني والتي صادر منها جيش الاحتلال حوض العماد قبل أشهر".
في عام 2000م، ومع تزايد استهداف منطقة الآبار من قبل المستوطنين، تحركت البلدية،  وغطت ملامح هذه الآبار، بواسطة الجرافات، وآليات أخرى، كي لا يأتي المستوطنون إليها مرة أخرى، ولكن الاقتحامات ما زالت مستمرة.
عن الحياة الجديدة